samedi 2 avril 2011

الخارطة السياسية في دولة الثورة اليوم و قوى النزاع و الهيمنة =نظرة عامة

الملاحظ في  في الفترة الأخيرة في الحياة السياسية التونسية الجديدةبكل ما فيها من( زخم= وقعه على المحيط الخارجي في الأوساط الاقليمية و الدولية+تأثيره على البنية الهيكلية للهرم السياسي +المدني التونسي=>انقلاب موازين القوى لصالح المعارضة الراديكالية على أرض الميدان لا على على المائدة السياسية=>قوة سياسية شكلية+مؤقتة، للنظام الذي لا يزال يحاول وهو في آخر رمق من حياة الوصية لللأقربين و يتماه ممن هم على شاكلته في اتباع الفكر التغريبي=يسمونه الحداثي،زعموا ، و خدمة الأجندة الخارجية الفكرية و  السياسية في  تونس)، أن الصراع بين الايديولوجيات الفكرية بين أقصى اليسار و اليمين ككل لا يزال محتدما حتى بعد مرور أكثر من عقدين على غياب هذا الصراع عن واجهة الحياة "السياسية" على الأقل ، لكن هذه المواجهات اتخذت منحى أكثر نضجا و أقل تطرفا عن ذي قبل عبر أساليب أكثر مكرا و حنكة و بطريقة قد تبدو غريبة عن ملامح السياسة الدولية و لكنها كلاسيكية روتينية بالنسبة للحالة السياسية الاقليمية :
 النزاع :
-لم يعد ثقافيا بحتا بل تطور الى = ثقافي+ سياسي + اقتصادي : الوضع العام في المنطقة يلقي بظلاله :
أغلب الأنظمة الاقليمية تنتهج السياسة الرأسمالية في اقتصاداتها الواهنة تواجه أزمات فقر و قلة فرص العمل و تدني الأجور+مجتمعات شابة=مضاعفة الأوضاع المتردية أصلا
أغلبية الأنظمة مترهلة و التي لها خلفيات ايديولوجية تغذي بها شرعيتها في بلدانها كالنظام البعثي السوري و الثوري في ليبيا ، لم تعد تواكب التطورات الفكرية و السياسية المتلاحقة و المتسارعة بفعل مد العولمة على العالم ككل و المنطقة بشكل خاص +ضحالة فكرية + لم تعد تلبي طموحات الشباب العربي الأصيل و العائد بقوة الى دينه و الاعتزاز بالهوية كونهما العاملين الوحيدين المتبقيان لمجابهة المد الفكري و الاستعماري الغربي في المنطقة
و أخيرا الانحدار و السقوط المتواصل على الصعيد الثقافي و السياسي لليسار و الفكر العلماني أمام المد الاسلامي في الآونة الأخيرة و في دول تعتبر من أكثر النظم العلمانية راديكالية=تونس+تركيا(قوة اقليمية مؤثرة)
هذا من جهة ، من يغذي هذا النزاع اليوم ؟ خاصة في دول  الثورة =تونس مثال :
أولا : رموز الفكر الرجعي الاسلاموفوبي للزمن البائد : البورقيبي : حصيلة تجربة سياسية و فكرية فاشلة بالمرة = كثير من هؤلاء زيتونيون و لكنهم أشربوا روح العلمانية عند  استكمال دراستهم بالخارج= ضعف التأطير و التكوين في المؤسسة الاسلامية بشكل عام في ذلك الوقت و تعرضها لموجات من التغريب و القمع + المناخ الجاهلي الصوفي المخيم على البلد و المنطقة ككل خلال الاستعمار و قبله+ افتقاد الأمة الى قيادات تجددية على المستوى الديني و الفكري تذب عن البلاد رياح الشمال التغريبية القارسة التي ضربت الأخضر و اليابس(باستثناء الثعالبي+بن عاشور لم تنعم تونس بعدهما بهكذا رموز اسلامية ألمعية)
و الحاصل تخلي هؤلاء عن القضية الاسلامية  و تبني المشروع الفكري التغريبي طيلة نصف قرن من الزمن و الأكثر من ذلك مجابهة الفكر الأصولي بشتى أنواع القمع و العداوة السياسية + الاعلامية
ثانيا:رموز العهد البائد من آلة القمع البوليسي و هذا ما تتميز به تونس و أنظمة المنطقة العربية دون غيرها من دول العالم ، كون وزارة الداخلية =أكبر حزب و لاعب سياسي في الدولة ، هذه المؤسسة هي رديفة المؤسسة الكاتوليكية في العصور المظلمة ما قبل الثورة الفرنسية و ثورات العلوم الفكرية في أوروبا أو ما يسمى بعصور الأنوار= تتبنى خطابا سياسيا قمعيا ذو خلفيات ايديلوجية(اسلاموفوبي في الحالة العربية و التونسية) في آن واحد ، و لئن استغرق الأمر في أوروبا قرونا من الزمن كي تتخلص من وصاية هذه المؤسسة المشؤمة في ميادين العلم و الفكر و السياسة ، الا أن الوضع في المنطقة العربية يبدوا مغايرا باذن الله ذلك أن العرب أهل رسالة و أصحاب قضية وقضاياهم محور الفضايا الدولية =طي المراحل أمر مطلوب و الشعوب تبدي قدرة فائقة  و نضجا في التعامل مع التقلبات السياسية في المنطقة و استيعاب الدروس التاريخية=أحداث غزة+اضمحلال الفكر التكفيري في الأوساط الشبابية
ثالثا:الأحزاب الاسلامية : الاخوان على رأسهم
هذه الجماعة هي من أكثر الجماعات الاسلامية عراقة في التاريخ السياسي في المنطقة و الأكثر نضجا و مرونة في التعامل مع التقلبات السياسية المتسارعة ، و لكنها كذلك الأكثر اصطداما بعد الفكر التكفيري ، مع اليسار السياسي في الدول الاقليمية التي لا تزال تسمح بفتات  من التعددية السياسية ، هذه الجماعة هي المرشحة الأبرز  للأخذ بزمام الأمور داخل المشهد السياسي في الدول العربية ما بعد الثورة كونها الأكثر شهرة و استقطابا لعقول الجماهير ، و لكنها كذلك الأكثر اثارة للجدل السياسي  من طرف الأوساط اليسارية كونها تعادي كل ماهو اسلامي أو يستجيب لأغراض تدعيم النزعة الأصولية و ثوابت الهوية في المجتمعات الاقليمية ، و كذلك الجدل الثقافي من الأوساط الراديكالية و الأصولية أو ما يسمى سياسيا أقصى اليمين : كون هذه الحركة ذات ملامح ضبابية عقائدية و يختلف منهجها من دولةلأخرى و تخالف النهج الأصولي للاسلاميين القاضية بعدم القبول بالدخول في متاهة اللعبة السياسية الديمقراطية  و الاكتفاء بالعمل الدعوي على الأرض و اصلاح البيت العربي و اعادة ترتيبه من جديد لخلق مجتمع اسلامي متجدد و مسؤول و قادر على تفعيل النهضة السياسية و تعزيزها في مختلف المجالات الأخرى


هذه هي أطراف النزاع الجديدة القديمة و التاريخ يعيد نفسه و  يكرر درسه ، و من يستوعب درس التاريخ أكثر من الآخر هو من سيدير دفة الثورات لخدمة  مصالحه و أغراضه في المنطقة، و أعتقد أن اليسار لم يعد له على الأرض من أوراق رابحة سوى التجربة الفلسطينية الهزيلة على طريقة فتح و حماس ، و هنا الكرة ملقاة في ملعب الرؤوس التي تدير الصراع : عليهم أن يخيروا بين وطن للجميع أو وطن مباع على عربة خضار يتاجر به أصحابه في المحافل الدولية على غرار التجربتين اللبنانية و الفلسطينية ، الأوضاع لا تبشر بخير و لكن ما يفتح باب الأمل هو الوعي الفائق للشعوب العربية و الاسلامية ككل بما يحاك حولها من مؤمرات تسعى لضرب الهوية في مقتل لأنها الحصن الوحيد الذي بقي لنا كي نحتمي به من الغزو العولمي و  الذي طال كل أرجاء العالم و الصيلبي الذي يستهدف منطقتنا ، و الطرف الذي سيعزز هذا الغرض بطرقية أو بأخرى هو من ستنحاز اليه الشعوب